يقبع في “مخيم الهول” للنازحين السوريين واللاجئين العراقيين، الآلاف من السوريين الفارين من المناطق التي كانت تخضع لسيطرة تنظيم “داعش”، منها ريف حماة وحمص ودير الزور، وهم غير قادرين على العودة إلى تلك المناطق، خاصة تلك التي أصبحت تخضع لسيطرة النظام السوري.
ويشكّل هؤلاء نحو ربع القاطنين في المخيّم ونصف السوريين القاطنين فيه، وذلك بحسب تقديرات مصادر في “قسد”، التي تعمل على إخلاء المخيم.
وكانت “الإدارة الذاتية” التابعة لـ”قوات سورية الديمقراطية”، “قسد”، قد اتخذت قراراً بإفراغ المخيم من السوريين وإعادتهم إلى المناطق التي يتحدرون منها، وعلى الرغم من ترحيب الكثيرين بهذا القرار الذي سيخلي سبيل هؤلاء النازحين مما يصفونه بالسجن، إلاّ أنّ الكثيرين منهم باتوا يواجهون مصيراً مجهولاً، في ظلّ عدم معرفتهم إلى أين ستكون وجهتهم القادمة بعد مغادرة المخيم.
وبحسب المصادر، فإنّ تلك مشكلة كبيرة تواجه “قسد” في الوقت الحالي، وتتزامن مع ترويج النظام لفكرة عودة النازحين واللاجئين، خاصة بعد إقامته مؤتمراً حول ذلك برعاية روسية الأسبوع الماضي في دمشق.
وبحسب مصادر مقرّبة من “قسد”، هناك عدّة احتمالات للتعامل مع السوريين الخائفين من العودة إلى مناطق النظام، أولها أن يتم السماح لهم بالعبور نحو مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري، أو البقاء في مناطق “قسد” بكفالة، أو في مخيمات أخرى فيها خدمات أكثر، وأقل كثافة سكانية.
واستبعدت المصادر عقد تفاهم مع النظام ونقل الموافقين على العودة إلى مناطق سيطرته، على غرار تسوية مخيم الركبان الصحراوي، في ريف حمص، قرب الحدود السورية الأردنية، مؤكّدة أنه لن يُجبر أحد على العودة إلى مناطق النظام.
ووصلت، صباح اليوم الثلاثاء، القافلة الرابعة التي تقلّ النازحين من أبناء دير الزور من مخيم الهول إلى مركز “قسد” في ناحية الصور، حيث تسلّم القافلة وجهاء من العشائر العربية بهدف إعادة النازحين إلى مناطقهم.
وحتى الاثنين الماضي، أخرجت “قسد” أربع دفعات من المخيم، يُقدّر عددهم بنحو ألف شخص وجلّ الخارجين عادوا إلى مناطق الباغوز والسوسة والشعفة في ريف دير الزور الشرقي، الخاضع لسيطرة “قسد”.
المصدر : العربي الجديد