حاوره – عبد الحميد قطب
نستغرب الاعتراضات العربية المساندة لحزب إرهابي انفصالي
إقامة كيان كردي انفصالي تهديد خطير للأمن القومي التركي
التوغل في عمق 30 كيلو مترا إنجاز يسمح بعودة المهجرين
المليشيات الكردية ارتكبت أبشع الجرائم بحق الشعب السوري
قطاعات الجيش الوطني تقدمت على محوري تل أبيض ورأس العين
عصابات قسد طردت قرابة 350 ألف مواطن من مناطقهم
أولويات الجيش الوطني توفير الأمن في المناطق المحررة والدفاع عنها
العملية السياسية تسير مثل السلحفاة لتخلي المجتمع الدولي عن مسؤولياته
أكد اللواء سليم إدريس وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، أن عملية “نبع السلام” تهدف لطرد مليشيات”بي ي د” و”بي كا كا” الإرهابية ومنع تقسيم سوريا، إضافة لمنع إقامة كيان كردي انفصالي يهدد الأمن القومي التركي، مشيراً إلى أن التوغل في عمق 30 كيلو مترا إنجاز رائع يسمح بعودة المهجرين، لافتاً إلى أن قطاعات عسكرية من الجيش الوطني تقدمت على محوري تل ابيض ورأس العين. وأوضح في حواره مع “الشرق” أن المليشيات الكردية ارتكبت ابشع الجرائم بحق الشعب السوري، وطردت حوالي 350 الف مواطن من مناطقهم، منوهاً إلى ان الدول الغربية تؤيد الانفصاليين الذين يحققون مخططاتها.وعن سبب تأخر العملية، أكد أن الوجود الأمريكي على الأرض تسبب في تأخيرها، مبيناً، أن أولويات الجيش الوطني توفير الأمن والاستقرار في المناطق المحررة والدفاع عنها. واستغرب إدريس مساندة بعض الدول العربية لمليشيات تريد محو كلمة العربية من اسم الجمهورية السورية، معتبراً أن العملية السياسية تسير مثل السلحفاة لتخلي المجتمع الدولي عن مسؤولياته تجاه الشعب السوري، خاصة أن موسكو والنظام غير جادين في الوصول إلى حل سلمي.
وإلى نص الحوار..
*شنت القوات التركية بالاشتراك مع الجيش الوطني السوري عملية عسكرية لملاحقة مليشيات قسد الإرهابية.. سعادة الوزير ما تقييمكم لعملية نبع السلام؟
*قبل تقييم عملية نبع السلام لابد من التذكير بالوضع القائم شرقي نهر الفرات حيث تسيطر ميليشيات “بي ي د” و”بي كا كا” الارهابية الانفصالية على المناطق السورية، وقد قامت هذه الميليشيات بارتكاب ابشع الجرائم وأشنعها من حرق للقرى وتشريد للمواطنين وقد بلغ عدد المطرودين من المنطقة قرابة 350 الف مواطن سوري، اضافة إلى التصفيات والاعتقال القسري والمعتقلات المغلقة والتعذيب والاغتيالات، وكل ذلك من اجل ارهاب المواطنين لترك ديارهم تمهيدا لتغيير ديموغرافي عنصري، ثم الانفصال عن سوريا واقامة كيان يهدد أمن كل من سوريا وتركيا. ولذلك فإننا نرى أن عملية نبع السلام عملية مشروعة.
أهداف نبع السلام
*ما الأهداف المحددة للعملية؟
*أهداف العملية هي طرد عصابات “بي ي د” و”بي كا كا” الإرهابية من جميع مناطق شرقي الفرات، وعودة سكان المنطقة الذين هجرتهم هذه العصابات وعددهم يفوق 350 ألف إنسان إلى ديارهم، وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
*يفهم من كلامك أن القضاء على المليشيات الكردية يُبعد شبح التقسيم؟
*نعم، فمن المعروف ان تنظيمي “بي ي د” و”بي كا كا”الانفصاليين كان يعملان على انشاء اقليم كردي مستقل عن سوريا، وبالتالي فإن القضاء على هذه العصابات وطردها يبعد شبح التقسيم عن سوريا، ويسمح بعودة جميع المهجرين من المنطقة، كما يسمح باستيعاب أعداد كبيرة من المهجرين واللاجئين في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون التي تغص بالسكان، كما يزيل تهديد أمن الجارة تركيا.
*هل العملية تستهدف 30 كيلو مترا فقط أم يمكن أن تتوسع أكثر من ذلك ؟
*عمق العملية يتحدد بمدى تحقيق تقدم على الأرض وبالمتغيرات وهي كثيرة جدا، اذا استطعنا تحقيق 30 كيلومترا من خط الحدود باتجاه الداخل السوري وعلى طول الحدود الدولية الشمالية فسيكون ذلك انجازا رائعا.
توقيت العملية
* لماذا تحركت أنقرة والجيش الوطني السوري لطرد المليشيات الكردية في هذا التوقيت؟
* في الحقيقة، كان من المفترض أن تبدأ المعارك منذ زمن طويل إلا أن الوجود الأمريكي على الأرض والمساند للعصابات الانفصالية قد أسهم في تأخير هذه المعركة، وقد وافقت واشنطن بعد المباحثات التركية الأمريكية على سحب قواتها، وبالتالي لم يعد هناك ما يمنع انطلاق المعركة.
*ميدانيا، ما الذي حققته العملية حتى الآن؟
*لقد تقدمت قطاعات من جيشنا الوطني على محورين ( تل ابيض ورأس العين ) وتوغلت من الأطراف الغربية والشرقية للبلدتين وهي تعمل حاليا على تطوير العمل.
الإدانات العربية
* كيف ترى الاعتراضات والإدانات العربية والأجنبية للعملية؟
*نحن نستغرب الاعتراضات العربية المساندة لحزب ارهابي انفصالي غير عربي يريد بداية ازالة كلمة العربية من اسم الجمهورية العربية السورية، ثم يريد تقسيم البلاد، كما انه سبق وقام بحرق القرى العربية وقتل اهلها وعمل على تهجير من نجا من القتل، ويفرض على أي عربي يريد أن يدخل مناطقه لأي سبب أن يحضر كفيلا كرديا. طبعا بعض الدول العربية الرافضة للعملية هي التي كانت تدعم بالمال والسلاح ما سمي قوات سوريا الديمقراطية قادة قسد كلهم الـ”بي ي د” و”بي كا كا” الذين ينحدر اغلب مقاتليها من جبال قنديل.أما عن الدول الغربية فمواقفها معروفة وتاريخها مكشوف امام الجميع، حيث انها عملت عبر التاريخ وماتزال على تقسيم المنطقة ونهب خيراتها ولذلك فإنها تؤيد الانفصاليين الذين يحققون مخططاتها. فالسياسة لا دين لها وفي السياسة الغاية تبرر الوسيلة، وغاية الغرب اليوم خرق المنطقة وشرذمتها بعد ذلك واستعباد شعوبها ونهب خيراتها ووسيلته ومنطلقه الآن شرقي الفرات بالذات من خلال دعم ومساندة “بي ي د” و”بي كا كا” الارهابيين وقتل وتشريد أبناء المنطقة.
الجيش الوطني
* كيف تشكل الجيش الوطني وما هي أولوياته وأهدافه؟
*تشكل الجيش الوطني من توحيد الجبهة الوطنية للتحرير الموجودة في ارياف حماة وادلب وحلب الغربي، وكتلة الجيش الوطني الموجودة في مناطق غصن الزيتون ودرع الفرات. واولويات الجيش الوطني حاليا هي الانتقال من حالته الراهنة ( شبه العسكرية ) إلى الحالة العسكرية، وهذا يتطلب جهدا كبيراً جداً، إضافة إلى تأمين الأمن والاستقرار في المناطق المحررة والدفاع عنها من كل الأخطار المحدقة . علماً بأن الهدف الرئيسي للجيش الوطني هو تحرير كامل تراب سوريا من الاحتلالات الايرانية والروسية وتخليص البلاد من التسلط والاستبداد.
*إذا ما دور الجيش الوطني في عملية نبع السلام ؟
*دور الجيش الوطني هو طرد “بي ي د” و”بي كا كا” من شرق الفرات بالتعاون مع الجيش التركي، وطبعا هناك مصلحة مشتركة لنا كجيش وطني مع الجيش التركي في ذلك فنحن قد بينا ما فعله “بي ي د” و”بي كا كا” بأهلنا. وأما بالنسبة لتركيا فإن هذه العصابات لها هدف واحد في تركيا وهو ايضا هدف اقامة كيان كردي انفصالي، وهذا في حد ذاته تهديد خطير للأمن القومي التركي، كون هذه العصابات تقوم باستمرار بأعمال ارهابية داخل تركيا.
العملية السياسية
*أخيرا، هل العملية العسكرية تسير بالتوازي مع العملية السياسية أم بعيدا عنها؟
*العملية السياسية تسير مثل السلحفاة بسبب تخلي المجتمع الدولي عن مسؤولياته تجاه الشعب السوري وسكوته عن جرائم بشار وزمرته وجرائم روسيا وايران في بلادنا. فالمحتل الروسي هو من يمسك بأوراق الحل في سوريا بتفويض من الأمريكي. طبعا بوتين يعتبر نفسه سيدا في هذه القضية ولا يعلم اننا نعلم بأنه مفوض من أمريكا التي تأتمر بأوامر بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني، ونتنياهو من جهته يريد ابقاء بشار لأنه وأبوه كانا وما زالا حماة لحدود اسرائيل. من هنا علينا قراءة المسار السياسي الذي تم اختزاله بلجنة دستورية. ففي بلادنا الرئيس لا يحترم الدستور ويعتبره مطية يركبها ويغيرها متى شاء، ونحن نرى أن مشكلتنا في زمرة حكم طائفي ديكتاتوري مستبد حاقد. علماً بأن معاركنا مع النظام في ارياف حماه وادلب لا توحي بأن موسكو والنظام جادين في الوصول إلى حل سلمي.
وفي تقديري، عندما يصمت السلاح فإنه يكون مؤشرا على ان الأمور السياسية تسير بشكل صحيح، لأن صوت السلاح دليل على فشل العملية السياسية.
المصدر : صحيفة الشرق القطرية