كشفت نيويورك تايمز أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) عملت بشكل وثيق مع نظيرتها العراقية والكردية في كل من العراق وسوريا لتحديد مكان زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي قبل تنفيذ العملية التي أدت لمقتله في قرية باريشا في إدلب شمالي سوريا.
وقالت الصحيفة إن اعتقال إحدى زوجات البغدادي والتحقيق معها الصيف الماضي قادا للعملية، كما أشارت إلى أن المعلومات التي حددت مكان وجود البغدادي جاءت بعد اعتقال ساعي بريد يعمل لصالحه والتحقيق معه.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أشار في خطابه اليوم بالبيت الأبيض إلى أن الأميركيين تلقوا معلومات إيجابية عن وجود البغدادي منذ نحو شهر، وأنه تم تحديد مكانه منذ نحو أسبوعين.
كما أوضح ترامب أن روسيا فتحت المجال الجوي السوري في مناطق نفوذها للقوات الأميركية لشن عملية استهداف البغدادي، إلا أنها لم تعرف طبيعة المهمة.
وأكد في خطابه على تعاون كل من تركيا وروسيا والنظام السوري والأكراد في العملية، وقدم لهم الشكر جميعا.
عملية كايلا
من جانبه قال مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين، إن عملية القضاء على البغدادي، أطلق عليها اسم “كايلا مولر”، وهي عاملة إغاثة أميركية خطفها التنظيم في حلب شمال سوريا عام 2013 واحتجزها رهينة لديه حتى أعلن عن مقتلها رسميا في فبراير/شباط 2015.
ونفذ فريق “دلتا” التابع للقيادة المشتركة للعمليات الخاصة الأميركية العملية التي قتل فيها البغدادي، بمشاركة ثماني مروحيات أميركية وطائرات مسيرة انطلقت من قاعدة جوية غرب العراق.
وتمّ تنفيذ عملية إنزال -وفقا للرواية الأميركية- قرب موقع المبنى الذي كان يوجد فيه البغدادي مع أفراد من عائلته وأعداد من المقاتلين.
ونقل عن مسؤول رفيع بالبنتاغون قوله إن العملية سبقها تبادل قصير لإطلاق النار لدى دخول القوات الخاصة الأميركية الموقع، وتم رصدُ انتقال البغدادي إلى نفقٍ قرب المبنى قبل أن يندلع اشتباك بين القوة الأميركية والمقاتلين الذين كانوا رفقة البغدادي، وهو ما انتهى بتفجير الأخير نفسَه.
وفي السياق، أنهت فرق الإسعاف عملها في البيت الذي يُعتقد أن زعيم تنظيم الدولة كان يقطنه في منطقة باريشا شمال محافظة إدلب، وانتشلت الفرق سبع جثث من تحت الأنقاض إحداها لطفلة.
وأفاد مراسل الجزيرة في سوريا أن فرق الإسعاف عملت لخمس ساعات حتى تمكنت من رفع أنقاض المنزل الذي تحول إلى ركام بفعل القصف الأميركي.
وذكرت معلومات أميركية أن أشلاء جثة البغدادي نقلت إلى قاعدة عين الأسد في العراق، ولا يعرف مصيرها بعد ذلك.
وكانت مصادر عسكرية أميركية أكدت أن ثماني طائرات شاركت بعملية استهداف البغدادي منطلقة من منطقة صرين العراقية، وحلقت فوق الحدود السورية التركية عبر منطقتي جرابلس والراعي السوريتين بتنسيق مع عدة أطراف منها تركيا وقوات سوريا الديمقراطية وروسيا والنظام السوري والعراق.
المصدر: الجزيرة